هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــقال عن الاستاذ /صلاح الامين من صفحة دستور الفيس بوك

اذهب الى الأسفل

مــــــــــــــــــقال عن الاستاذ /صلاح الامين من صفحة دستور الفيس بوك  Empty مــــــــــــــــــقال عن الاستاذ /صلاح الامين من صفحة دستور الفيس بوك

مُساهمة من طرف مستشار عبد العزيز التهامى الجمعة مارس 18, 2011 3:37 pm

e]]هل تقيم ثورات الحرية محاكم تفتيش... أم تمنح مرتزقة الفن والإعلام صكوك غفران؟ *
قدم برنامج (مثير للجدل) على قناة أبو ظبي، حلقة ساخنة عن قوائم العار التي ظهرت مؤخراً للفنانين والإعلاميين المصريين، الذين شتموا ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، واتهموا شبابها بالعمالة والأجندات الخارجية والبلطجة، ثم عادوا فأنكروا أقوالهم وتبرأوا من نظام حسني مبارك... وعن الفنانين والإعلاميين الذين نزلوا ميدان التحرير بقلوب شجاعة مؤمنة بقيم الحرية، وهتفوا ضد الفساد والاستبداد، فتبوؤا مكاناً لائقاً في لوحات الشرف.
استضاف البرنامج في الاستوديو الناقد السينمائي طارق الشناوي والكاتبة الصحافية أمينة خيري، وعلى الخط الساخن توالت الاتصالات مع مناصري العهد البائد، بعضهم استرد الصدمة الأولى، وأصبح بإمكانه أن يمسك العصا من منتصفها، فيتذرع بالقبضة الحديدية للحكومة وبطبيعة الإعلام الرسمي العربي ومهماته، وبعضهم الآخر ـ كالسيد عبد الله كمال - اعتمد سياسة (خدوهم بالصوت ليغلبوكم) واتبع مبدأ الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، فاتهم من ذكّروا أو استنكروا مواقفه المخزية بأنهم يمارسون (الاستربتيز السياسي) و(الألاعيب الصبيانية) واعتبر أن كل ما كان يمارسه من نفاق وممالأة للاستبداد والفساد، لم يكن إلا تعبيراً عن (اتجاه سياسي) فيما ناقض الممثل خالد صالح، الذي سبق وتحدث عن مخدرات وعلاقات جنسية كاملة بين شباب وبنات ميدان التحرير، ناقض نفسه في تبدلات تدعو للرثاء، لكنه أصر على أنه لن يعتذر عن شيء قال إنه (رآه بعينه) كما جاء في مقابلة معه في البرنامج المذكور بالحرف، مما يفيد بأن شباب الثورة أو بعضهم ـ كما لطفها لاحقاً - كانوا يمارسون الجنس في ميدان التحرير في حالة بهتان يندى لها الجبين!
قبيل بث هذه الحلقة جمعتني المصادفة الجميلة مع إعلامي عربي كبير في جلسة حوار، أسف لقوائم ولوائح العار التي يرفعها شباب الثورة المصرية هذه الأيام، فقد اعتبر أن أسوأ ما تقع به الثورات هو هذه الرغبة المشحونة بمشاعر الثأر والانتقام، وأن أمام الثورة المصرية، وغيرها من الثورات العربية المباركة، مهمات وعقبات ومشاريع إعادة بناء على كافة الصعد، أهم من تصنيف الناس في قوائم عار ولوائح شرف... وضرب مثلاً ما فعله الزعيم الخالد نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، حين قرر أن يطوي صفحة التمييز العنصري البغيض بكل جرائمها وارتكاباتها وأحقادها المزمنة، وأن يفتح صفحة جديدة لبناء جنوب أفريقيا الجديدة قوامها التسامح والصفح عن أخطاء الماضي، منطلقاً من حدث تنظيم جنوب أفريقيا لبطولة كأس العالم في لعبة كرة القدم الأمريكية (الركبي) كمفتاح لهذا التسامح، وصنع الانتصارات، ونسيان الماضي!
كان المثال ناصعاً حقاً، وكانت المقاربة مغرية ومثيرة للتأمل... وكان السؤال المقابل: هل ستقيم الثورات العربية محاكم تفتيش جديدة، أو تطلق حملة مكارثية جديدة لتصفية الخصوم والمختلفين في المواقف والرؤى.. أم ستنسى الماضي وتتطلع لصنع مستقبل جديد؟
العقلية الثأرية للثورات طالما طالت رموزاً فنية وثقافية في غير فترة من تاريخنا العربي... فما سمي بثورة (يوليو) في مصر عام 1952 حاولت تصنيف السيدة أم كلثوم باعتبارها من رموز العهد البائد، وأخذت عليها علاقتها الودودة مع الملك فاروق، الذي غنت له في عيد ميلاده، وتناست أصولها الريفية الفقيرة ونشأتها العصامية وسجلها المكافح في مشوار المجد الشخصي والوطني الكبير.. لكن رد الزعيم جمال عبد الناصر على من تبنى هذا الموقف من أعضاء مجلس قيادة الثورة، كان بليغاً وواضحاً حين قال: (هل نلغي الشمس لأنها أشرقت في العهد البائد)!
الأمر الآن يبدو لي مختلفاً، نحن أمام ثورات ليس فيها مجلس قيادة ثورة، ولا عسكر يستولون على السلطة لينجبوا عهداً استبدادياً جديداً.. وديكتاتوراً جديداً.. بل أمام شعوب تنتزع حرياتها بالدم والجراح وقوافل الشهداء... وهي لا تحاسب اليوم أشخاصاً لعبوا دور شهود الزور، ووقفوا في صف الفساد والاستبداد وحسب، بل تريد أن تحاسب ثقافة مستشرية قامت لسنوات طويلة على النفاق وتمجيد الحاكم الظالم، ومباركة امتيازات ابنائه، والتمسح بأعتاب عائلته وأقاربه وبطانته، وجعله فوق كل أشكال المحاسبة والسؤال.. إن محاسبة هؤلاء ليست ثأراً ولكنها درس... درس نحتاج أن نكرس وقائعه ومعانيه.. من أجل ألا تكون ثقافة النفاق هي الثقافة السائدة في أي عهد قادم.
ماذا سنقول لأمهات الشهداء إذا كنا سنعتبر عبد الله كمال وأسامة السرايا ومجدي الدقاق هم أصحاب وجهة نظر وحسب؟ كيف ستتحقق العدالة إذا كان الفنانون الذين دافعوا عن الطاغية حسني مبارك، واعتبروه رمزاً مقدساً لمصر وشعب مصر، هم مجرد معجبين بزعيم سياسي رحل وحسب؟ ماذا سنفعل بقهر الناس وألم الناس وعمر الشباب الذين اغتربوا خارج الوطن وداخله، وذاقوا الذل في دوائر الحكومات الفاسدة وأمام أبواب السفارات، إذا كانت الملايين المنهوبة من قوت الشعب المصري وعرق الغلابة مجرد ذكرى من عهد مضى وانقضى، وعلينا التطلع للمستقبل وحسب؟
إنه ليس الثأر وليست شهوة الانتقام، ولكنها العدالة والقصاص.. والعدالة في زمن الحرية أشرف وأرحم وأنبل ألف مرة من عمليات الاتهام والتزوير وكتابة شهادات الباطل في زمن الاستبداد.. ففي زمن الحرية ليست هناك حملات ترويع أمنية، وليست هناك توجيهات عليا بتشويه صورة فلان، لأنه اتخذ موقفاً معادياً للنظام، فكل شيء سيتم في العلن، ومن فوق الطاولة، وعلى مرأى الرأي العام... ومن يعتبر مناصرة الاستبداد مجرد وجهة نظر، وتعبيرا عن موقف سياسي، فعليه أن يكون شجاعاً في دفع ثمن هذا الموقف السياسي حين تسطع شمس الحرية، وينتهي زمن السكوت، وتنهار الخطوط الحمر!
ما ينطبق على فناني وإعلاميي مصر، سينطبق بكل تأكيد على نظرائهم وأمثالهم في أي دولة عربية تسترد حريتها من بين أنياب الأنظمة المستبدة التي كممت الأفواه، ولمعت الأبواق، وانتعلت من بعض الإعلاميين والفنانين أحذية لها... فهؤلاء لم يكونوا مجرد متفرجين، ولا ثلة مشجعين في مباراة رياضية... بل كانوا مستفيدين ومرتزقة، وهم لم يكتفوا بالتعيش والتكسب وبناء الثروات، بل سرقوا امتيازات خاصة لهم من حقوق مواطنيهم، ودفعوا ثمن هذه الامتيازات من آلام الناس وقهرهم، وهؤلاء الذين يسكتون الآن على معتقلي الرأي من أبناء وطنهم، ويخافون أن يوقعوا حتى بيانا يطالب بالإفراج عنهم، لن تجعل منهم الحرية القادمة سجناء رأي محتملين، لكن الناس فقط ستشيح بوجوهها عنهم، وستجردهم من إحساسهم بأنهم رموز وسفراء... لأنهم كانوا سفراء للظلم والاستبداد، ومن غير المنطقي أن يكونوا هم أنفسهم سفراء للحق والحرية... فما معنى الثقافة والإعلام والفن، إذا لم يحرك في الفنانين والإعلاميين الإحساس بمرارة الظلم حين يقع على أبناء شعبهم جهاراً ونهاراً؟ وكيف يمكن أن يستوي صحافي منع من الكتابة، وطورد في رزقه وفي أمنه، وقاوم ليالي الخوف الطويلة وحيداً ليقتل الرقيب في داخله ويكتب كلمة حق، يقتاد بسببها إلى فروع الأمنية في مراجعات قسرية... وبين آخر كان ينعم في المكاسب والمناصب والامتيازات، لأنه رضي أن يكون مداحاً ومنافقاً ومزاوداً يبيع ويشتري؟
نعم علينا ألا نستغرق في الرغبة بالانتقام وشهوة الثأر... لكن علينا في المقابل أن نقيم أسس العدالة، وألا يغدو التسامح والغفران، كما قال بدوي الجبل: (تأنقَ الذلُّ حتى صار غفرانا) علينا أن نجتث رموز ثقافة النفاق، لأنه ليس مثل هذه بيئة مناسبة لصناعة ديكتاتور آخر، ومستبد آخر... وعصور ظلام دفعت الشعوب دماء خيرة شبابها كي تخرج من
نفقها المظلم
مستشار عبد العزيز التهامى
مستشار عبد العزيز التهامى
مؤسس الحزب
مؤسس الحزب

المساهمات : 656
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
العمر : 58

https://egyuni.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى