الي أبناء مصر مقال للاستاذ / السيد خضر
صفحة 1 من اصل 1
الي أبناء مصر مقال للاستاذ / السيد خضر
........................... السيد خضر
" إننا في مصر نقف جميعاً بالجوار لحل مشاكلنا التي لم تنته، نبحر سوياً في سفينة تتسع للجميع مسلمين وأقباط، وما بقي على الشاطئ سوى القليل لنخرج من بحر الظلمات إلى مرافئ النور، وتحقيق الآمال..."
إلى أبناء مصر
بقلم: السيد خضر
القاهرة في الحادي عشر من أكتوبر للعام عشرة وألفان
إلى أبناء الوطن "مصر" :
إن التآخي يدفعني دائماً إلى تقديم مصلحة الوطن، ولم أشعر يوماً ما باضطهاد، أو عنجهية أو نزق مزاجي من الإخوة الأقباط في بلدي كنانة الله في أرضه، بل كان التسامح أسمى آيات الود، وأرقى آيات التوافق والإخلاص، إنه ليحز في القلب من أحداث مؤسفة مجترحة كانت تحت وطأة أيادي خفية كثيرة، لايمكن أن ننكر ما تحاك بها من مؤامرات خبيثة، لقد باتت نية الأعداء متجلية في أبهى صورها بتفريق مصر وتقسيم دماء أبناءها بين الطوائف والأقليات، وبين الكثرة الآخذة في التزايد، إن مصر مقبلة لا محالة على تنفيذ مخطط بني صهيون وأبناء العم سام الداعي إلى تفتيت بلادي وجعلها دويلات تأكل بعضها بعضا بعدما تضاءلت أمام الفاسدين والحاقدين فرص النيل منها، واستنفذوا كافة محاولتهم فلم يبق لجريرة الأقلية التعساء هؤلاء سوى الزج بين المسلمين والأقباط، وإشعال فتيل الفتنة وجذب المتشددين من كلا الفريقين ليحمى وطيس المعركة، وتسيل الدماء وتكتظ الأنفس ويستحال الحب الأغر والمودة إلى حقد أسود وكره وبغضاء، والحقيقة أن هؤلاء الفسدة نجحوا بامتياز في تحقيق أهدافهم المغرضة وما يصبو إليه ألاعيب أخرى، ومن الغباء أن نستجيب لهؤلاء أو ننزلق نحو أهدافهم السافلة وخطرهم الماحق.
يا أهل مصر:
لا تنسوا أن الثورة المصرية أثبتت وحدة الأبناء وثقة الأجداد في الآباء، فلقد ارتأنيا بأم أعيننا جمعياً أن إخواننا الأقباط يقومون بحراسة إخواننا السنة وهم يؤدون الصلوات، بل لم يغيب عن عيني من كان يقوم بصب الماء من الإخوة المسحيين على رجلٍ يتوضأ، وهذا ما يعتبر أرقى وأزهى وأنقى مشاهد التآلف والتعاطف، ليعلن من خلال ذلك أن الثورة قامت على أكتاف المخلصين من أبناء الوطن دون التفريق بين الديانة، الجنس، أو حتى اللون، ومن ثم لقد عشنا مسلمين بجوار الأشقاء المسحيين أعواما تجاوزت مئات بل آلاف السنين ولم يلحظ هذا الاحتقان من ذي قبل، إلاّ بتحريض ممن يريدون الوقيعة وضرب الصلات وفساد المودة الرحيمة، إن الدين لله عبده من شاء خفية أو جهرا، فلا يتعارض من يعبده سرا مع من يعبده جهراً، والاختلاف في العقائد لا ينبغي أن تصب في بوتقة تنصهر في الأحقاد والكراهية والضنك والزج والخبائث، ليكتوي بها بشر خلقوا على أرض وطن لهم كل الحق في صون أراضيه، والدفاع عن كافة مقدساته، إن عمر الخطاب لم يصلّ في كنيسة خشية أن تتحول إلى مسجد، بل حفظ الحقوق والواجبات وكان بديعاً يبصر للأمام لتتجلى العدالة في أسمى وأنبل معانيها، إننا في مصر نقف جميعاً بالجوار لحل مشاكلنا التي لم تنته، نبحر سوياً في سفينة تتسع للجميع مسلمين وأقباط، وما بقي على الشاطئ سوى القليل لنخرج من بحر الظلمات إلى مرافئ النور، وتحقيق الآمال، والتآلف المعهود، لقد ذكر ربنا سبحانه أن الأقرب إلينا هم النصارى، ولقد عايشناهم أزمانا لم نر منهم إلاّ الخير والمودة في التعامل وحفظ الحقوق، وإن كانت تنطوي في النفوس بعض الأحقاد، فهذه نفوس بشرية، وأتساءل ألم يغضب كل منا في بيته من أبيه وزوجه وابنه من سوء التصرفات؟! أو أية أخطاء أخرى؟!! ولكن لا ينبغي أن تخرج الأحقاد سائرة على قدميها تحرق كل شيء جميل "تعبنا والله تعبنا" في البناء والتشييد ولم يبق إلاّ القليل، لا تجعلوا الفتنة تأخذنا نحو حرق الزرع الأخضر، وقتل الصبي المتصابي، ودحض القيم، واندثار الأخلاق، وبيع الوطن بأبخس الأثمان لمن ينتظروا أن يشتروه بتراب يتبعثر تحت أقدامهم، لقد وقف أهل مصر يستغيثون بالله رباً واحداً والدماء تسيل لتطهير بلدهم من غث الفساد، وعثاء القيادة الموبوءة يبتهلون إلى الله جميعاً على قلب محب واحد لبلدة واحدة، تغيب عني والله الكلمات والبوح والدمع محتبس بين المقلتين.
لقد وقفنا جميعاً نقدم مصلحة بلدنا على كل مصالحنا الذاتية والشخصية والتنفيعية، وقفنا نبكي على بلد مغتصب منذ آلاف السنين، انصرمت وانتهى معها الحلم، أوضحنا للعالم أننا والله لسنا كما تسمعون من قيادتكم الرخيصة، أننا بلد متخلف، وكيف ذلك ونحن نقود العالم بفكرنا المصري ؟!! فأكثر من خمسة آلاف طبيب يعملون في أكبر مستشفيات أمريكا التي تزعم أنها قائدة العالم، ومئات الآلاف في بقية البلدان، بل ملايين العقول، لقد انتهزت كل الطاقات البشرية والأدمغة المصرية وتسخيرها في تقديم مصالحها، وترك مثقفينا ومفكرينا بلدنا وارتحلوا عنا، تركوها خاوية تنهش، وتدمر بأيدي قيادة باهظة فاسدة موبوءة، خرجنا جميعاً لا تفريق بيننا، تجمعنا حجة واحدة، غاية نبيلة، وهدفاً واضحاً لا مناص من تحققه، في أرض الميدان كان يقتسم رغيف الخبز بين المسلم والمسيحي، وكانت أوقات النوم مقتسمة بين الفتية والفتيات، الشاب ينظر إلى الفتاة كأخت يحفظ عورتها، ويفرغ ذاته من ثيابه لترتديه هي وقت البرودة، وفي الصباح الباكر كان كل الحرص على تنظيف المكان، ودهان الأرضيات في أبهى منظر أبهر العالم بتقديم أخلاقيات عالية عرف فيما بعد أن الجميع في غالبية البلدان صاروا على نهجهما، بل كانت الثورة المصرية العظيمة حاضرة بقوة في المظاهرات الحاشدة في كل من إسرائيل العدو الأول، وأمريكا ولندن وغيرها من البلدان التي أثارت فيها فزعة القوى المصرية من شباب عرفوا طريقهم وبرهنوا للعالم أجمع في ثمانية عشر يوماً أنهم غيروا مصر للأمام، والجميع يرقب في صمت بين الانبهار، الإعجاب، التقديس، والاحترام، لم يعرف آنذاك المسلم من المسيحي لأنهم أثبتوا أنهم على قلب رجل واحد في تحرير بلدهم من قبضة ظلم بسطت نفوذها طيلة ثلاثين حولاً من الزمن.
لقد تقاسمنا العناء جميعاً وبلدنا ممتلئة بالخيرات، ولم نسلم من الأخبار المريضة بشأن الزيادة السكانية الحجة التي تبناها الرئيس المخلوع منذ تولى قيادة بلد كبيرة عليه مكانة ومقاما، عشنا في فقر مدقع، قهر مستمر، عانى منه المسلمون والمسيحيون على حدٍ سواء، جاهدنا بما فيه الكفاية وبقيت لنا أيام ونضع أقدامنا جميعاً على طريق الديمقراطية، العدالة، المساواة، بعد أن كان حلم طالما انتظرته مصر على بكرة أبيها، ولكن كيف يترك أعداء مصر هذا الحلم يتحقق بعد استنفاذ كافة محاولات التنكيل والجرم والوقيعة؟!!! كان لابد من ذريعة أخرى تغطي المندسين وتساعدهم دون الحيلولة على تحقيق مبتغاهم، وها نحن الآن نقف على عتبات تهتز تحت أرجلنا، وما تزال أقدامنا تتحرك في بهو الفراغ.
مازال الحزن يخيم بأستاره، والعبوس يعتري الوجوه، والألم يعتصر القلوب، والأعين حمرة مدامعها من هول ما يحدث، ولكن يبقى الأمل، وتظل نظرتنا لمصرنا في فقرنا هي ذات النظرة في تحقيق أهدافنا وغاياتنا، لا يحيد عن هذا الاختيار سوى الموت وحده، إنها الفرصة الوحيدة التي لا تقبل الاقتسام أو التشتت أو التفرقة، فالشعارات التي رفعت لابد أن تظل وأن تدون بين طيات الكتب التي تدرس لطلابنا كباراً وصغاراً، إن التحول الكبير الذي تعيشه مصر يضمن لها المستقبل الحقيقي، ويؤمن أجيال الأبناء النفيسة، ويحفظ أرضها من كل عارض أو مكروه.
إن الآمال كلها أحبتي تضطلع إلى الاستجماع على قلب واحد، وضمير واحد لا يقبل فيها مس المبايعة، أو لغط المعاتبة، أو صريح المفاجعة التي تجتاح جميع بلادي، إن أي دماء تسفك على تراب وطني هي مصرية دون النظر إلى ديانتها أياً كانت، فلا نصر لنا دون توحد، ولا عزة لنا دون تمكن، ولا فرحة لنا وفي حواري، أمصار، أزقة، وشوارع مصر بيت حزين، الفرح فرحنا جميعاًً، والأحزان تؤلمنا دون استثناء.
ولنستبشر جميعاً، فما من نائبة ولا نازلة إلاّ ويعقبها الخير الكثير، فاستمسكوا آوان الأوصاب، واستجمعوا الرأي على نصرة الصف، وحماية عرين البلاد، وصون مقدساتها دون تفريق أو محسوبية أو نزق مغرض.
حفظ الله لنا مصرنا من كل سوءٍ ومكروه........................................................[b]
" إننا في مصر نقف جميعاً بالجوار لحل مشاكلنا التي لم تنته، نبحر سوياً في سفينة تتسع للجميع مسلمين وأقباط، وما بقي على الشاطئ سوى القليل لنخرج من بحر الظلمات إلى مرافئ النور، وتحقيق الآمال..."
إلى أبناء مصر
بقلم: السيد خضر
القاهرة في الحادي عشر من أكتوبر للعام عشرة وألفان
إلى أبناء الوطن "مصر" :
إن التآخي يدفعني دائماً إلى تقديم مصلحة الوطن، ولم أشعر يوماً ما باضطهاد، أو عنجهية أو نزق مزاجي من الإخوة الأقباط في بلدي كنانة الله في أرضه، بل كان التسامح أسمى آيات الود، وأرقى آيات التوافق والإخلاص، إنه ليحز في القلب من أحداث مؤسفة مجترحة كانت تحت وطأة أيادي خفية كثيرة، لايمكن أن ننكر ما تحاك بها من مؤامرات خبيثة، لقد باتت نية الأعداء متجلية في أبهى صورها بتفريق مصر وتقسيم دماء أبناءها بين الطوائف والأقليات، وبين الكثرة الآخذة في التزايد، إن مصر مقبلة لا محالة على تنفيذ مخطط بني صهيون وأبناء العم سام الداعي إلى تفتيت بلادي وجعلها دويلات تأكل بعضها بعضا بعدما تضاءلت أمام الفاسدين والحاقدين فرص النيل منها، واستنفذوا كافة محاولتهم فلم يبق لجريرة الأقلية التعساء هؤلاء سوى الزج بين المسلمين والأقباط، وإشعال فتيل الفتنة وجذب المتشددين من كلا الفريقين ليحمى وطيس المعركة، وتسيل الدماء وتكتظ الأنفس ويستحال الحب الأغر والمودة إلى حقد أسود وكره وبغضاء، والحقيقة أن هؤلاء الفسدة نجحوا بامتياز في تحقيق أهدافهم المغرضة وما يصبو إليه ألاعيب أخرى، ومن الغباء أن نستجيب لهؤلاء أو ننزلق نحو أهدافهم السافلة وخطرهم الماحق.
يا أهل مصر:
لا تنسوا أن الثورة المصرية أثبتت وحدة الأبناء وثقة الأجداد في الآباء، فلقد ارتأنيا بأم أعيننا جمعياً أن إخواننا الأقباط يقومون بحراسة إخواننا السنة وهم يؤدون الصلوات، بل لم يغيب عن عيني من كان يقوم بصب الماء من الإخوة المسحيين على رجلٍ يتوضأ، وهذا ما يعتبر أرقى وأزهى وأنقى مشاهد التآلف والتعاطف، ليعلن من خلال ذلك أن الثورة قامت على أكتاف المخلصين من أبناء الوطن دون التفريق بين الديانة، الجنس، أو حتى اللون، ومن ثم لقد عشنا مسلمين بجوار الأشقاء المسحيين أعواما تجاوزت مئات بل آلاف السنين ولم يلحظ هذا الاحتقان من ذي قبل، إلاّ بتحريض ممن يريدون الوقيعة وضرب الصلات وفساد المودة الرحيمة، إن الدين لله عبده من شاء خفية أو جهرا، فلا يتعارض من يعبده سرا مع من يعبده جهراً، والاختلاف في العقائد لا ينبغي أن تصب في بوتقة تنصهر في الأحقاد والكراهية والضنك والزج والخبائث، ليكتوي بها بشر خلقوا على أرض وطن لهم كل الحق في صون أراضيه، والدفاع عن كافة مقدساته، إن عمر الخطاب لم يصلّ في كنيسة خشية أن تتحول إلى مسجد، بل حفظ الحقوق والواجبات وكان بديعاً يبصر للأمام لتتجلى العدالة في أسمى وأنبل معانيها، إننا في مصر نقف جميعاً بالجوار لحل مشاكلنا التي لم تنته، نبحر سوياً في سفينة تتسع للجميع مسلمين وأقباط، وما بقي على الشاطئ سوى القليل لنخرج من بحر الظلمات إلى مرافئ النور، وتحقيق الآمال، والتآلف المعهود، لقد ذكر ربنا سبحانه أن الأقرب إلينا هم النصارى، ولقد عايشناهم أزمانا لم نر منهم إلاّ الخير والمودة في التعامل وحفظ الحقوق، وإن كانت تنطوي في النفوس بعض الأحقاد، فهذه نفوس بشرية، وأتساءل ألم يغضب كل منا في بيته من أبيه وزوجه وابنه من سوء التصرفات؟! أو أية أخطاء أخرى؟!! ولكن لا ينبغي أن تخرج الأحقاد سائرة على قدميها تحرق كل شيء جميل "تعبنا والله تعبنا" في البناء والتشييد ولم يبق إلاّ القليل، لا تجعلوا الفتنة تأخذنا نحو حرق الزرع الأخضر، وقتل الصبي المتصابي، ودحض القيم، واندثار الأخلاق، وبيع الوطن بأبخس الأثمان لمن ينتظروا أن يشتروه بتراب يتبعثر تحت أقدامهم، لقد وقف أهل مصر يستغيثون بالله رباً واحداً والدماء تسيل لتطهير بلدهم من غث الفساد، وعثاء القيادة الموبوءة يبتهلون إلى الله جميعاً على قلب محب واحد لبلدة واحدة، تغيب عني والله الكلمات والبوح والدمع محتبس بين المقلتين.
لقد وقفنا جميعاً نقدم مصلحة بلدنا على كل مصالحنا الذاتية والشخصية والتنفيعية، وقفنا نبكي على بلد مغتصب منذ آلاف السنين، انصرمت وانتهى معها الحلم، أوضحنا للعالم أننا والله لسنا كما تسمعون من قيادتكم الرخيصة، أننا بلد متخلف، وكيف ذلك ونحن نقود العالم بفكرنا المصري ؟!! فأكثر من خمسة آلاف طبيب يعملون في أكبر مستشفيات أمريكا التي تزعم أنها قائدة العالم، ومئات الآلاف في بقية البلدان، بل ملايين العقول، لقد انتهزت كل الطاقات البشرية والأدمغة المصرية وتسخيرها في تقديم مصالحها، وترك مثقفينا ومفكرينا بلدنا وارتحلوا عنا، تركوها خاوية تنهش، وتدمر بأيدي قيادة باهظة فاسدة موبوءة، خرجنا جميعاً لا تفريق بيننا، تجمعنا حجة واحدة، غاية نبيلة، وهدفاً واضحاً لا مناص من تحققه، في أرض الميدان كان يقتسم رغيف الخبز بين المسلم والمسيحي، وكانت أوقات النوم مقتسمة بين الفتية والفتيات، الشاب ينظر إلى الفتاة كأخت يحفظ عورتها، ويفرغ ذاته من ثيابه لترتديه هي وقت البرودة، وفي الصباح الباكر كان كل الحرص على تنظيف المكان، ودهان الأرضيات في أبهى منظر أبهر العالم بتقديم أخلاقيات عالية عرف فيما بعد أن الجميع في غالبية البلدان صاروا على نهجهما، بل كانت الثورة المصرية العظيمة حاضرة بقوة في المظاهرات الحاشدة في كل من إسرائيل العدو الأول، وأمريكا ولندن وغيرها من البلدان التي أثارت فيها فزعة القوى المصرية من شباب عرفوا طريقهم وبرهنوا للعالم أجمع في ثمانية عشر يوماً أنهم غيروا مصر للأمام، والجميع يرقب في صمت بين الانبهار، الإعجاب، التقديس، والاحترام، لم يعرف آنذاك المسلم من المسيحي لأنهم أثبتوا أنهم على قلب رجل واحد في تحرير بلدهم من قبضة ظلم بسطت نفوذها طيلة ثلاثين حولاً من الزمن.
لقد تقاسمنا العناء جميعاً وبلدنا ممتلئة بالخيرات، ولم نسلم من الأخبار المريضة بشأن الزيادة السكانية الحجة التي تبناها الرئيس المخلوع منذ تولى قيادة بلد كبيرة عليه مكانة ومقاما، عشنا في فقر مدقع، قهر مستمر، عانى منه المسلمون والمسيحيون على حدٍ سواء، جاهدنا بما فيه الكفاية وبقيت لنا أيام ونضع أقدامنا جميعاً على طريق الديمقراطية، العدالة، المساواة، بعد أن كان حلم طالما انتظرته مصر على بكرة أبيها، ولكن كيف يترك أعداء مصر هذا الحلم يتحقق بعد استنفاذ كافة محاولات التنكيل والجرم والوقيعة؟!!! كان لابد من ذريعة أخرى تغطي المندسين وتساعدهم دون الحيلولة على تحقيق مبتغاهم، وها نحن الآن نقف على عتبات تهتز تحت أرجلنا، وما تزال أقدامنا تتحرك في بهو الفراغ.
مازال الحزن يخيم بأستاره، والعبوس يعتري الوجوه، والألم يعتصر القلوب، والأعين حمرة مدامعها من هول ما يحدث، ولكن يبقى الأمل، وتظل نظرتنا لمصرنا في فقرنا هي ذات النظرة في تحقيق أهدافنا وغاياتنا، لا يحيد عن هذا الاختيار سوى الموت وحده، إنها الفرصة الوحيدة التي لا تقبل الاقتسام أو التشتت أو التفرقة، فالشعارات التي رفعت لابد أن تظل وأن تدون بين طيات الكتب التي تدرس لطلابنا كباراً وصغاراً، إن التحول الكبير الذي تعيشه مصر يضمن لها المستقبل الحقيقي، ويؤمن أجيال الأبناء النفيسة، ويحفظ أرضها من كل عارض أو مكروه.
إن الآمال كلها أحبتي تضطلع إلى الاستجماع على قلب واحد، وضمير واحد لا يقبل فيها مس المبايعة، أو لغط المعاتبة، أو صريح المفاجعة التي تجتاح جميع بلادي، إن أي دماء تسفك على تراب وطني هي مصرية دون النظر إلى ديانتها أياً كانت، فلا نصر لنا دون توحد، ولا عزة لنا دون تمكن، ولا فرحة لنا وفي حواري، أمصار، أزقة، وشوارع مصر بيت حزين، الفرح فرحنا جميعاًً، والأحزان تؤلمنا دون استثناء.
ولنستبشر جميعاً، فما من نائبة ولا نازلة إلاّ ويعقبها الخير الكثير، فاستمسكوا آوان الأوصاب، واستجمعوا الرأي على نصرة الصف، وحماية عرين البلاد، وصون مقدساتها دون تفريق أو محسوبية أو نزق مغرض.
حفظ الله لنا مصرنا من كل سوءٍ ومكروه........................................................[b]
رد: الي أبناء مصر مقال للاستاذ / السيد خضر
..................... هذه المقالة للاستاذ السيد خضر منقولة من صفحة دستور الفيس بوك الخاصة بنا علي الفيس بوك .................
مواضيع مماثلة
» رسالة الي مصر مقال للاستاذ/ أحمد الشاذلي المحامي
» مقال عن ابناء صهيون للاستاذ / عبد العزيز التهامي
» مقال عن التدخين ...............
» لماذا نعم للتعديلات الدستورية نقلا عن الاستاذ /محسن فاروق من صفحة الدورات القانونية المتخصصة
» توجيهات خارجية اثرت علي ارادت الناخبين
» مقال عن ابناء صهيون للاستاذ / عبد العزيز التهامي
» مقال عن التدخين ...............
» لماذا نعم للتعديلات الدستورية نقلا عن الاستاذ /محسن فاروق من صفحة الدورات القانونية المتخصصة
» توجيهات خارجية اثرت علي ارادت الناخبين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى