رسالة الي مصر مقال للاستاذ/ أحمد الشاذلي المحامي

....................ــــــــــــــــــــــــ رسالة إلي مصر ـــــــــــــــــــــــ
أمي الحبيبة
مرت عليك القرون وما أنهكتك فما زلت الفتية اليافعة الريانة .. مرت عليك المحن والفتن وأنت صامدة صمود الدهر .. لا تلين ياحبيبة عريكتك .. أخلص لك بنوك فسدتي العالم طراً .. وكنت قلب العالم النابض ومليكته مرهوبة الجانب .. وشاد بنوك حضارة صمدت في وجه الزمن تتحدي السنون والقرون .. مسطرة للعالم تاريخ بنيها العظام .. تتيه بهم فخراً قائلة هؤلاء بني فمن لديه مثلهم .. ......
وحين ضعف بنيك وتخاذلوا يا أماه عن نصرتك مر عليك الغزاة من كل صوب وحدب .. لكنهم تأثروا بك ونهلوا من حضارتك .. كنت رائدة ومعلمة حتي في سني ضعفك .. وانبعث عصبة من الرجال من بنيك الأبطال أزالوا عن كاهل أمهم ربقة الأسر وتنادوا في بنيها بالعزة والكرامة .. وكانت ثورتهم التي أتت بواحد من بنيك يرعي بيتك ويحمي زمارك .. خاضوا حروب مشرفات وأعادوا لك يا أماه ريادتك وجعلوك قلب العروبة النابض ورأسها ..
إلي أن دب فساد وإهمال فكانت .. نكسة دمي فيها قلبك ونزف فيها جرحك لكنك ياحبيبة ماهنت عليهم ولا استكانوا فكان استنزافهم لعدوهم وصمودهم .. ...........
إلي أن جاء واحد من أبنائك البررة فأكمل مسيرة سلفه وسطر نصراً وقف العالم أمامه مقراً بعظمة الرجال وحنكتهم ومهاراتهم وبطولاتهم الفذة .. بذلوا الروح يا حبيبة لنصرتك ورفع رايتك .. فأتوا بأروع صور التضحية والفداء.. وبدأت مسيرة البناء ومضي دربها إلي أن كانت يد الغدر التي سلبتك ابنك البار .. ..
وولي زمام بيتك واحد من بن بنيك كان من أبطالك العظام واجتهد في جمع شملك بإخوتك وجيرانك وعمل علي تجنيبك مغبة حروب وويلات جديدة تنهك جسدك .. وسار بمسيرة بناء بيتك مجتهداً .. إلي أن دهمه الكبر وضعف أمام فتنة من أشد الفتن وهي حب الولد .. فنسي تاريخه ونسي واجبه وصار شغله الشاغل كيف يمكن لولده وكيف يرضيه ويلبي له رغباته أطاع شيطانه وهواه واستمع لزوجة ما همها إلا التمكين لابنها .. فهان عليه مالك يا أمنا فاستباحه ..وجمع الابن عصبة سوء كان شغلهم الشاغل كيف ينهبوا خيرك .. فتبدل حالك ودب الخوار في جسدك من طعنات السوء التي سددوها إلي جسدك غير راحمين ضعفك ولا متذكرين جميلك .. فصار قلبك ينزف هماً وحزناً وكمداً قبل أن ينزف جرحاً وألماً ..
فكانت غضبة الأحرار من بنيك وهبوا يطالبون بالحق والعدل.. لكن ومن أسف هان بنوك يا أمي علي ولدك الذي ارتدي ثوب العقوق .. فهانت عليه دماء إخوانه وأبناءه واستحل في سبيل حماية نفسه وولده دماء زكيات كانت تسيل بين يدي جبار السماوات والأراضين قبل أن تسيل تحت أقدام زبانيته النجسة .. ونسي أنه سيقف وبنيك بين يدي الحكم العدل .. ليكون القصاص العادل ..
وصمد بنوك يا أماه وأعادوا ثوب العزة والأنفة .. وجلسوا يسطرون مستقبلك ويرتبون بيتك ليعيدوا لك سالف عزك ومجدك الغابر لتعلوا راياتك عالية خفاقة تناطح عنان السماء .. سماء المجد سماء العز .. سماء الخلود ..
لكن قام فيهم يا أماه داع الفتنة معترضاً علي أولويات ترتيب البيت .. فذهب ذاهب إلي اتجاه وآخر إلي غيره .. لكن بحمد الله أماه فإنهم جميعهم يجمعون علي حبك ويعذر بعضهم بعضاً في اختلافهم .. وما بقي يا أمي إلا أن يلي زمام بيتك واحد من بنيك .. يقود مسيرة نهضتك .. ليعلي في الأرض كلمتك
فصبراً يا أماه صبراً أوشك الحلم الجميل أن يكتمل .. وأوشك بنوك أن ينضووا تحت لواء عزك ومجدك .. بعزة وكرامة وإباء وشرف ..
فاللهم تمم لأمنا فرحتها ببنيها وارزقها برهم .. واجعلها ياقدير فتية أبية يلين الدهر ولا تلين قناتها.. آمين آمين إنك ولي ذلك والقادر عليه....................................................[b]

............... هذه المقالة منشورة علي صفحات الفيس بوك للاستاذ احمد الشاذلي المحامي ..................

رسالة الي مصر مقال للاستاذ/ أحمد الشاذلي المحامي

رسالة الي مصر مقال للاستاذ/ أحمد الشاذلي المحامي

رد: رسالة الي مصر مقال للاستاذ/ أحمد الشاذلي المحامي